الجمعة، 15 نوفمبر 2013

سَفرية ( الجزء الثالث والأخير )





بعد ما الطيارة فاتتني و الحمد لله
رحت طبعا للموظفين اللي عند ال Gate و سألتهم أول حاجة عن شنطتي
قالولي إنها نزلت من الطيارة و محبوسة معايا

طبعا اشطت غيظا
قولتلهم يعني لما أنتو عارفين أن في حد مركبش الطيارة
وكمان عرفتوا أسمي و نزلتوا شنطتي
مهنش عليكم تندهوا أسمي ولو مرة واحده ؟
طيب بلاش ... أنتو ليه مش بتنادوا على الرحلات في
ميكروفون زي بقيت المطارات في الدنيا كلها ؟
ده في مصر بينادوا على الرحلة و حطين سماعات في كل
مكان حتى الحمام والله و ساعات نسمع في المطار
ينادوا على إسم حد
متأخر عن رحلته و يطلبو منه سرعة التوجه للبوابة
معقولة ؟ بقا دبي و هيلمان دبي ممعهمش حق الميكروفونات ؟
جت بنت كيوت كده منهم و كلمتني على جنب
هي شكلها مدّي على روسي
وشوشتني و قالتلي إني ممكن أكلم الريّسة بتاعتهم
بس أكلمها بزوق و بالبلدي يعني أتمسكنلها عشان تطلعني على الرحلة
اللي جاية من غير محجز تذكرة
ههههههههههههههههههه
هم يبكي و هم يضحك .. أنا كنت بحسب الطريقة دي بيتكلموا بيها
الستات الموظفات في الإدارات الحكومية عندنا في مصر و بس
ده طلع تنظيم عالمي
المهم قولتلها أنا مش محتاجة أعمل كده علشان إخد حقي
أنا طيارتي أتأخرت و هي اللي أخرتني و دي نفس شركة الطيران
فخدتني للريّسة و كانت شرق أسيوية تدّي على ماليزي أو تيلاندي
بصراحة برضو طلعت زوق جدا
وعموما دي أكبر ميزة كانت في مطار دبي ..إن كل اللي بيشتغلوا هناك
متعاونين ..
بس مهما كانت متعاونة مش هتقدر تطلعلي يعني طيارة مخصوص
هي آخرها حطتني على الرحلة اللي بعدها
واللي تطلع تاني يوم الساعة 4 العصر
يادي المصيبة ... هقعد كل ده ؟؟ طيب يا جماعة أخرج أتفسح بقا في دبي
لقيتها إجراءات و شغلانة و الوقت بعد نص الليل
فقلت لنفسي بلاش الله يخليكي و كفاية كده خلي السفرية دي
تعدي على خير
قعدت مع نفسي دقايق و قررت أغير إحساسي
وقولت هعتبرها رحلة وهحاول أستمتع بالوقت ده
بعد شوية قابلت الريسة و كنت بسألها عن شنطتي فلقيت معاها موظف تاني
كلمني عربي
كنت عاوزة أقوله إنت حقيقي ولا بجد ؟
طب قول أي حاجة عربي تاني كده ههههههه
المهم طلع سوري وكان زوق جدا
وقاللي إني من حقي أقضي الليلة في ضيافة شركة الطيران
وقالي أنتظري لحظة و رجع و معاه ورق علشان العشا و الفطار من
ماكدونالد المطار و قاللي كان المفروض فندق بس
معرفش يتصرف أكتر من كده
شكرته جدا طبعا
و قعدت أرسم دودلز لما أتعميت و بعدين
أكتشفت إن في ستات في المسجد نايمين قولت أجرب
طبعا كانت تجربة صعبة جدا لكن من التعب نمت فعلا
حوالي 3 ساعات و صحيت كانت الساعة 8 الصبح
على صوت بنتين وولد و أمهم بتقولهم هش هش و هم مش بيهشوا خالص
لما فتحت عنيا إبتسمتلي فقولتلها هي الساعة كام بالعربي
إكتشفت إنه مفيش عربي ههههههه
رغينا مثلا مع بعض ساعة أو أكتر
عرفت منها إنها أصلا باكستانية و بقت كندية يعني عايشة في
كندا مع أولادها
وفجأة و إحنا بنتكلم لقيتها بتحكيلي عن جوزها و عن صحباتها و أنا
أتكلمت معاها كتير كمان
أحيانا بترتاح لما بتتكلم مع حد متعرفهوش ولا هتشوفه تاني
أكتر من لو إتكلمت مع صديق
هي بقا وصلت لحد الفضفضة و مشاكلها مع جوزها .. ده غير كلام عام
مثلا زي المشاكل اللي إتعرضلها المسلمين في الغرب بسبب العيال السود
اللي دبحوا واحد في الشارع
بصراحة كانت ست ظريفة جدا بس مش هحكي الحوار اللي دار
بيني و بينها أكتر من كده
بعدين خرجت من المسجد و أنا حاسة إني في بيتنا
أه والله و ساعتها بجد إفتكرت توم هانكس في فيلم تيرمينال
ده أنا حسيت بتآلف مع المطار من ليلة ...أمال اللي قعد مده يحس بأية
قمت بقا و غسلت وشي و ظبطت مكياجي و خدت نسكافيه و ساندويتش من ماكدونالد
و دخلت السوق الحرة و تحديدا قسم المكياج
كنت بدور عن حاجة معينة و ملقتهاش بسهولة
رحت لموظفة في المكان و قلتلها إني محتاجة مساعدة
كانت بنت أمريكية من سني تقريبا
المهم روحنا ندور سوا في الماركات اللي معروضة و بدأنا نجرب درجات الألوان على
أيدينا ... بعدين الموضوع كبر معانا و قعدنا نجرب المكياج على وشنا
وفي دقايق أتحولنا لبنتين صغيرين بيلعبوا مع بعض
نجرب المكياج و نمسحه و نشوف درجات الألوان مناسبة لبشرتنا ولا لأ
وهي تقولي ده عليكي حلو و أنا أقولها لأ أنتي محتاجة درجة أغمق من ده
وضحكنا و طبعا لقيت طلبي
وهي بتديني المكياج اللي أشتريته قالتلي
إنها قضت وقت سعيد معايا
كملت جولتي في السوق و أشتريت كمية سيجار لا بأس بها
و قعدت شوية أتفرج على المطار
مر من قدامي حد شبّهت عليه ... معقوله ؟ هي الدنيا بتلف بجد ولا أيه
ده كان زميل ليا في الجامعة بس عمري ما كلمته و لا كلمني
خصوصا أنه مش دفعتي
أيام الجامعة كان ليا واحده صحبتي مجنونة زييّ
فكنا بنسمي بعض الطلبة و الدكاترة بأسماء حركية خاصة بينا إحنا
الأتنين وبس ... مش عارفه ليه
يعني مثلا حد أسمه بطه و حد إسمه فلفل و حد إسمه عفاف (مع إنه ولد )
و حد أسمه فرخة ..إلخ
المهم الأخ ده كان من اللي حظهم إننا سمناهم
وكان إسمه الحركي شمس برضو مش عارفه ليه
بعد شويتين تلاتة كده تصادف إنه هو و أسرته وقفوا جنبي
أسرة مكونة من شمس و مراته و ولدين
كانوا واقفين ورايا
وبيسألوا بشكل عام عن ميعاد رحلة
فقولتله لو سمحت مش حضرتك أستاذ شم.... أأأأ .. أستاذ وليد ؟
قاللي أيوا ...قولتله أننا كنا زمايل و إني شاكة إنه هو
فمراته اللي بجد كانت ست لذيذة و مرحة جدا قالتلي
بس إنتي شكلك أصغر منه أوي أكيد مش دفعته
قولتلها أيوا أنا أصغر بدفعتين
المهم فهو عرّفني بيها و بولاده و هي كلمتني عن إبنها و إنه شقي
وقالتلي قوليله يا طنط إنه ميسيبش أيد مامته تاني في المطار
و إنتهى اللقاء بإبتسامة ثلاثية بينا
بجد الدنيا صغيرة
بس الغريب إننا لما بنحبها تصغر مش بتصغر
يعني في ناس يبقا نفسك تشوفهم صدفة و إبقا قابلني لو شوفتهم
المهم نرجع لموضوعنا
قضيت باقي اليوم بين الرسم و المسجد و الحمام و الفرجة على المكان
وعلى الناس و محاولات بائسة لفتح الفيس بوك على الموبيل
اللي بجد حسيته حتة خرده ولا ليها لازمة من غير شبكة
ومن قبل معاد الرحلة بساعة كنت متمسمرة على باب الGate
ومستنية الطيارة
وجت الطيارة و ركبتها و أنا عاوزة أبوسها و أقولها يااااااااااه يا عبد الصمد
في الطيارة قعدت جنبي بنت سعودية صغيرة حجما و جنبها واحد سعودي
ضخم الجثة عريض المنكبين وواضح إنهم مش مع بعض
عدى ساععتين من الرحلة يعني تلتينها و هم متكلموش مع بعض
وكسر الصمت ده لما طلبت شاي من المضيفة
ولأني كنت جنب الشباك فالبنت وصلتهولي من أيد المضيفة و شكرتها
وسألتني هو فاضل أد إيه ؟
بعدين سألتني أنا جاية زيارة ولا شغل
و بدوري سألتها و أنتي ؟
قالتلي إنها كانت في شهر العسل في دبي
وشاورتلي على الشاب اللي جنبها
واللي كان بيلعب جيمز على الموبيل
قولتلها معقول ؟ قالتلي آه
قولتلها أفتكرتكم مش مع بعض
قالتلي هو دا العادي إحنا مش بنتكلم مع بعض
وسكتنا و بعد شوية لقيته بيديلها الموبيل بتاعه من غير ما ينطق
وهي شالتهوله في شنطتها ....برضو من غير متنطق

لا تعليق
المهم
آخر و أظرف شخصية قابلتها كانت في المطار
طابوووووووور طويل عريض للغير سعوديين
وده من الحاجات اللي بجد بتضايقني جدا كل ما أدخل مطار سعودي
المهم وقف ورايا راجل ملامحه أجنبية
وكان مخنوق أوي إننا واقفين كل الطابور ده مع إن في شباكين تانيين فضيين
وبعد ما سألني
قولتله إنت أمريكي ؟ قاللي لأ أنا من لندن
قولتله على حد علمي لو أمريكاني كنت تعدي من أي شباك برحتك
بمنتهى الزوق أبدى إشمئزازه من اللي بيحصل
وبعد دقايق لمحت بسبوره في أيده
بسبور أحمررررررررررررررر
شاورتله على البسبور و قولته إنت لو روحت عند الشباك الفاضي
هيضربولك تعظيم سلام
قاللي لأ معتقدش و صمم حتى إنه ميحاولش يجرب
شوية و في عسكري خد باله من البسبور الأحمر
وراح شادد الراجل و قاله إنت إيه موقفك هنا
ساعتها أنا كمان كان جه دوري على الشباك التاني
فالراجل بصلي و كان والله في منتهى الإحراج
فأبتسمت و قولته
I told you
مش قولتلك ؟؟؟؟
فضل واقف و محرج يخلص إجراءاته و قعد يبص للطابور اللي كان واقف فيه
لغاية ما الظابط نده عليه و خد منه البسبور
بجد الناس دي راقية جدا و تقدمهم ده مش من فراغ
ده أنا بشوف ناس بتعمل عمايل في المطار و ألاعيب علشان ياخدوا دور بعض
وعمار يا مصر
المهم كملت الحكاية و روّحت البيت
و نمت كأني عمري في حياتي
ما شفت سرير

مش هقول يارب مكونش طولت في الكتابة
لأني عارفة و متأكده إني طولت
لكن ممكن أقول
آسفه للإطالة


شخابيط

....

ليست هناك تعليقات: