الخميس، 25 يناير 2018

الخلاص

كانت تجلس أمامي بوجهها الأسمر المُطَمئِّن مبتسمة في هدوء
بدأت علاقتي بها حينما نويت تلقي كورس يساعدني في الإظهار المعماري
ولأني لم أكن بعمر الطلاب فأخترت ان أتلقى الدروس بمفردي
حتى معلمتي المهندسة (أ) كانت تصغرني بعدة أعوام
ومع الوقت صرنا صديقتين
كنت منبهرة جداً بفلسفتها في الحياة عموماً
أنا التي يصعب جداً على أي شخص أن يصيبني بالإنبهار
للأسف انقطعت علاقتي بها منذ سنين
لكني لو تحدثت عما سمعته منها لن انهي الحديث ولن تكفيني تلك السطور 
لكن
سيظل أكثر شئ عالق في ذاكرتي من فلسفتها هو
((أن البشر إنما خُلقوا ليعيشوا بالأساس في الجنة
وأن ما نحياه الآن مجرد فترة عقاب بسجن الدنيا
حيث نكفر فقط عن خطأ جدنا آدم و زوجته))
منذ سمعت منها تلك الكلمات و قد اتخذت عهداً على نفسي بألا أقع في شباك ذلك السجن
وألا أخرج منه إلى سجن لا ينتهي
فجدير بالذكر ان من يريد الخلاص من السجن و العودة للمنزل
عليه أولاً أن ينجح في إختبار يستمر عادة لمدة قد تستمر لثمانين عاماً
كأقصى مدة متوقعة لعمر الانسان
والآن .. يرهقني سؤال غريب
أوليس من حق السجين حٓسِن السير و السلوك أن تخفف عنه مدة السجن ؟
فيعود للوطن و ينام مطمئناً أخيرا في منزله ؟

الإمضاء
حفراً على جدار زنزانتي بقلمي المقصوف : شخابيط