الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

سَفرية


وجوه كتير بنشوفها في طريقنا
في الشارع في السينيما أو حتى في محل الكشري
كل حد فيهم وراه حدوته
صدفة خلتني قابلت ناس كتير في وقت قصير
ناس من جنسيات مختلفة و دخلت نسبيا
جوا حواديتهم
الحكاية بدأت لما أضطريت بسبب ظروف قهرية
أني أسافر من السعودية لمصر لمدة أسبوع و أرجع
في وقت مكنش فيه أي مكان على أي طيارة رايحة مصر
بعد ما دورت على النت أيام علشان أحجز التذكرة
ولفيت و دورت أخيرا لقيت الحل و في أخر لحظة
رحلة من جدة للأسكندرية بس بشرط
هيكون في ترانزيت في دبي ...!!!
أه و الله دبي
يعني زي ميكون حد مثلا مسافر من القاهرة للأسكندرية بس عن
طريق أسوان مع طبعا فارق المسافات و الساعات
المهم أن الرحلة اللي المفروض تستغرق ساعتين ألا ربع بالكتير كانت
مدتها 7 ساعات طيران و 4 ساعات ترانزيت يعني 11 ساعة رايح و زيهم راجع
ده غير طيران داخلي في السعودية إلى و من جده
و المضطر يركب الصعب ..
وافقت فورا و مش بس كده ده أنا فرحت كمان لأني فعلا كان لازم أسافر
في التوقيت ده بالذات
المهم توكلت على الله و ركبت أول طيارة
و بدأت الوجوه تتوالى قدام عيني
ملحوظة : أنا مش من الناس اللي بتتكلم مع غرباء
لكن الرحلة دي كانت غريبة و يمكن يكون ده سببه طول المسافات و الملل
مش عارفه
المهم
وصلت جده و كان المفروض أنتظر طيارة دبي حوالي 5 ساعات
دول مضافين للحسابات أعلاه طبعا
وصلت و لفيت شويه في المطار
و بعدين قعدت في مكان و طلبت
مكرونة أسباجيتي بالصوص الأبيض و بعدها نسكافيه
وده كان العشا
بعدين دخلت الحمام في مطار جده
أول شخصيه هتكلم عنها هي ست عرفت بعدين أنها هندية
كانت عاملة النظافة في الحمام
وكانت بتزعق و تصرخ في الستات في الحمام
لأنها تعبت
و هم مش بيحافظوا على نضافة المكان ... إلخ
المهم جت أشتكيتلي و أنا واقفة قدام المرايا بصلح مكياجي
فاتكلمت معاها و هديتها و الغريبة انها كانت بتشتكيلي من المصريين عموما
و لما سألتني أنتي جنسيتك أيه و عرفت أني مصرية
قالتلي لأ مش معقول ... طبعا علشان تداري أحراجها
المهم كنت سمعتها و هي بتزعقلهم بتقول أنها مش قادرة تلاقي وقت علشان تاكل
و أنها مكلتش غير بسكويت من الصبح
فبعد ما خرجت من الحمام روحت أشتريت وجبه مكرونة باللحم المفروم
و رجعت و أديتهالها
سألتني و ملامحها كلها عزة نفس
أنتي ليه عملتي كده
قلتلها لأنك قولتي مش عارفه تخرجي من الحمام تشتري أكل
طبعا الكلام كله أنا بترجمه للعربي و ده هينسحب على حاجات كتير جاية
المهم قالتلي بس أنا عندي فلوس أقدر أشتري
قولتلها أكيد ... لكن دي هدية مني
فأبتسمت و قالتلي أنها متعلمة و أنها أم و زوجة
لكن جوزها و أولادها عايشين في أمريكا
و هي مش عارفه تروحلهم لكن
هتروح قريب
و شكرتني على الأكل و قالتلي
بس انا مش هقدر آكله حالا و دي مشكلة لأني بحبه حار (قالتها بالعربي )
يعني سخن
فأبتسمت وهي أبتسمت و شكرتني تاني و مشيت
وأنا من جوايا عاوزة أضحك بصوت عالي جدا
وعجبتني عزة نفسها
المهم دخلت السوق الحرة و لفيت شوية و دخلت المسجد
لغاية ما جه ميعاد الطيارة لدبي
ركبت الطيارة و كان جنبي اتنين شباب شكلهم من شرق أسيا
و قدامي أسرة سعودية مكونة من أب و أم و 3 أولاد شياطين
الشباب اللي جنبي بعد أول خمس دقايق ناموا وواخدين راحتهم جدا
فطلبت من المضيفة أتنقل لكرسي تاني كان فاضي ووافقت
بعد ما أتنقلت للكرسي لقيت ولد من الأسرة السعودية
مكانه جنبي بس لأنه بيتحرك كتير مكنش واضح أن ده مكانه
وطبعا مش معقول أطلب تغيير الكرسي تاني
خصوصا أن الرحلة كانت شبه مليانة ركاب
قولت في نفسي الرحلة 3 ساعات و عليه العوض
في الهدوء و بدأت أستعد لنوبة الصداع اللي منتظراني
أبو الولد طلب من المضيفة تشغل المونيتور للولد علشان يتفرج على الأفلام
و الولد حوالي 5 سنين
فجت المضيفة تحاول تختارله فيلم و هو عنيد و مفيش حاجة عجباه
فطلبت مني المساعده
وافقت مراعاةً للزوق العام
و كانت مصيبة بكل معنى الكلمة
أنتهت الرحلة و أنا متفرجة على دقايق من كل فيلم
فيلم العمالقة
والسنافر
و توم أند جيري
و كل أجزاء هاري بوتر
و مونسترز
و غيرهم و غيرهم
المهم وصلت الطيارة و أنا اتنفست الصعداء أخيرا
مطار دبي المفروض يكون جميل جدا
دي كانت أول مرة أشوفه
بس أتخنقت من الزحمة
لكن قولت أهم اربع ساعات و يعدوا
قضيتهم في السوق الحرة و حفظت تقريبا كل ماركات المكياج
اللي بيبيعوها و أنواع السيجار الفاخر
و العطور و المكسرات و ده من باب تضييع الوقت
لكن مكنتش أعرف أنه هيكون مفيد بعد كده
و جه ميعاد الطيارة
جنبي في الطيارة ركبت أسرة من أم و طفلين وشاب
عرفت بعد كده أنه خال الولاد
طبعا ده مش تدخل مني في شئون الأخرين بس أنا هنا علشان أحكي جزء من حدوتة
كل حد قابلته في رحلتي
الكرسي اللي جنبي شغله الولد الكبير
ملامحه أجنبية لكنهم مصريين و ده واضح جدا طبعا من كلامهم مع بعض
المهم قررت أني متكلمش ولا أفتح بقيّ طول الرحلة
طلبت قهوة من المضيفة و لزقت وشي في الشباك
و كنت مرتاحة لأن الولد اللي جنبي عمره حوالي 11 سنة
وكان مشغول بالآي باد و مش بيتحرك كتير
بعد ما خلصت قهوتي و رقبتي أتلوحت من البص من الشباك
خرجت ورقة و قلم من شنطتي و بدأت ارسم دودلز(doodles)
دودلز يعني شخبطات و ده نوع من الرسم أنا بعشقه و ممكن أقضي في
ممارسته ساعات
هنزّل صورة في نهاية البوست لواحده من شخابيطي الدودلية للتوضيح
المهم قبل ما أخلص لوحتي الصغيرة لقيت الولد بيهز أيدي علشان أبصله
و هو بيوريني حاجة على الأي باد
فبصيت لقيته صوّر الرسم بتاعي و أنا برسم من غير ما آخد بالي
وقالي بعد أذنك أنا صورته لأنه عجبني
فأبتسمت و قولتله أوك بس كان المفروض تستأذن
قاللي آسف ... بس أنا عاوزك تعلميني أرسم زيه
ساعتها نسيت خوفي من الدوشة و نسيت قراري أني أخرس طول الرحلة
ودا لسبب بسيط هو أني بعشق الرسم و بفرح أوي لو لقيت طفل مهتم بيه
أديتله ورقه و بدأت أعلمه شوية خطوات
و هو بيرسم قالي أن أسمه يوسف و أنه عايش مع أمه وأبوه خاله و أخوه في أمريكا
لكن بقالهم فترة في دبيّ
و أنه أصلا أسكندراني
بعدين خاله طلبله أكل و بعد ما أكل قاللي أنا لسه جعان
فأستغربت أوي و سألته هو الساندويتش كان صغير ؟
قرب مني ووطا صوته و قاللي
أصل خالو أكل منيّ نصه فأبتسمت و قولتله أنت شقي
قاللي طيب أقولك سر جامد ؟
قولتله أيه ؟
فحط أيده على بقه و قالي بهمس
أنا معايا مطوه هنا في الطيارة و محدش خد باله وانا معدي بيها
قولتله مطوه حقيقية ؟ قاللي أه أنا طلبتها من ماما و هي جبتهالي
و حطيتها في الشنطة بتاعتي من وراها
قولتله طب ليه شايل مطواه ... ؟ قاللي علشان مصر بقا فيها بلطجية و خناقات
وعلى حد تعبيره قاللي ( علشان لو دخلت في عركة )
سألته أنت عاوز تطلع أيه
قاللي ظابط في المارينز الأمريكي ( طبعا الولد معاه جنسية أمريكية )
قولتله و أشمعنا ؟؟؟ قاللي علشان أحارب أفغانستان
أتصدمت جداااااااااااااا و سكت طبعا
وبعد شوية أنا طلعت الكاميرا بتاعتي و كنت بصور شوية مناظر
عجبتني من شباك الطيارة و يوسف شاركني و صور بالآي باد و قعدنا نقارن
الصور و نضحك
المهم بعد ما الرحلة قربت تنتهي
لقيته بيهز أيدي تاني فبصيتله
قاللي شوفي
فلقيته كاتب كلام بالأنجليزي على الأي باد
قريته لقيته
كاتب أنه قابل ست جميلة و أبتسامتها حلوة في الطيارة و أنه قضى جنبها أجمل رحلة طيران
دامت ل3 ساعات
خصوصا أنه أتعلم حاجة جديدة في الرسم و شوية وصف و تفاصيل و سألني عن أسمي
علشان يكمل كتابته و قالي أنه متعود يكتب و ينشر كتاباته على الفيس بوك
شكرته على الكلام الرقيق و مضيت على
لوحة الدودلز بتاعتي و أديتهاله هدية و فرح بيها جدا
و أنتهت رحلة الطيران دي
من حكاية يوسف عرفت الخطوط العريضة
لحواديت كتير من المصريين اللي بيقرروا ياخدوا أحلامهم و ولادهم و حياتهم
و يهاجروا
بيتهيألي البوست ده طال أوي هكمل البوست اللي بعده
ويمكن كمان احتاج أكتر من بوست لأن الحكاية طويلة

.....
دي صورة لواحده من الدودلز اللي أنا رسماها







إمضاء شخابيط

....

ليست هناك تعليقات: