الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

الضفة المقابلة



" انه عشب الضفة المقابلة الذي سيبدو دائما وأبدا أكثر اخضراراً طالما لم تطأه قدماك "
قرأت هذه الجملة برواية ( الفيل الأزرق ) للكاتب أحمد مراد ... الحقيقة إنها استوقفتني كثيرا وقرأتها مرات عديدة حتى حفظتها عن ظهر قلب .

لماذا نضيّع أغلب سنين عمرنا نعاني الأمرّين ..
الأول نادمين على ما فاتنا و الثاني متطلعين لما هو ليس بين
أيدينا و الذي قد لا يكون مستقبلا ؟؟
لو أننا فقط نقنع بما أعطانا الله ونثق في أنه
الخير كل الخير من عنده
لكنا أسعد المخلوقات على وجه الأرض .

" وعسى أن تحبوا شيئا و هو شرٌ لكم " صدق الله العظيم
كم من شخص حَزِن على ميعاد فاته و صب اللعنات
على أشياء قدرية حدثت وقد كفاه الله بها شر حادث أليم ؟!
كم من أحباءٍ افترقوا و حزنوا لذلك حزنا شديدا ولكن بعد
حينٍ اكتشفوا كم كانت الأقدار كريمة بسخاء
حين قدّرت هذا الفراق ؟!
وكم من شخص أصَر على تحدي القدر وتَشبّثَ بما يراه
خيراً وندم بعدها متسائلا " أين كان عقلي ؟ " .
إنها فقط نعمة الإيمان التي تنقصنا

ليس بالضرورة أن تأتي السيارة الفارهة
بالخير لو امتلكناها
كما أنه ليس بالضرورة أن تكون الحبيبة أو الحبيب هو
حسنة الدنيا التي نرجوها لنحيا بسلام
وقد لا تكون المرأة الأكثر جمالا أو الرجل الأكثر
ثراءً خير مما أعطانا الله
فالرضا نعمة .. و الطمع نقمة .. و الندم الغير
مُجدي على ما فات إنما هو مَعول هدمٍ لا نُصيب
به إلا أنفسنا .

فلنجعل الندم على الماضي دافعا للتغيير في طريقة تقييمنا
لما بين أيدينا .. ولا يكن مدعاةً للإستسلام و الخضوع
لفكرة الفشل و غيرها من الأفكار السلبية .

سيظل العشب على الضفة المقابلة أكثر
إخضراراً مالم ننظر تحت أقدامنا ونبدأ البناء
شاكرين الله على ما وهبنا و ما كفانا برحمته .

إمضاء : شخابيط

هناك تعليقان (2):

ENG./ELSAYED,PMP يقول...

:)
مش عارف أرد أقول ايه لآن أخر انفعالات بلوجاريه :) ... كتبتها كانت كلها ندم ... على العشب الأخضر فى الضفة المقابله ...

تسلم إيديكى ... موافقك فى لحظة العقل ( الآن ) ... والحمد لله أنى موصلتش لمرحلة ( أين كان عقلى ؟! )

تحياتى

Gelan Hamza يقول...

ENG ELSAYED PMP

أنا أيضا كتبت ذلك الكلام في لحظة عقل و أدعو الله أن تدوم
أحيانا نهرب من واقع نظن أنه مأساة إلى بئر عميق نلقي بأنفسنا فيه يدعى المستحيل .
قد تكون السعادة بين أيدينا أو أمام أعيننا ولكننا دائما نتطلع للضفة المقابلة .. فصبرا جميلا إن الله كريم والأحلام مشروعة لكن معاندة القدر لا تأتي بخير أبدا .
بالنسبة للإنفعالات البلوجارية :) رغم اﻷلم الذي ظهر واضحا جليا بين السطور إلا أنها كانت تجربة كتابية أحييك عليها فقد إستخدمت من الأدوات اللغوية و الترابط النثري ما جعل منها عمل فني رائع يصل بسلاسة وسهولة لكل من يشعر و يتذوق .. وبغض النظر عن الواقع و مرارته فسوف يمر ... و يبقا ما كتبت حضرتك رائعا .

شكرا لتواجدك
تحياتي