الخميس، 17 أكتوبر 2013

عظمة على عظمة يا ست




وقتها كان عمري تقريبا 8 سنين
كنت دايما أشوف أبويا ربنا يديله الصحة و هو
قاعد بيسمع الست
ولأني طول عمري منبهرة بأبويا بشكل أو بأخر
و كان نفسي أطلع نسخة منه أو ع الأقل
أتجوز واحد يشبهه
فكنت دايما أبصله و هو بيشرب فنجان القهوة و السيجارة
وبيسمع أم كلثوم
حتى و هو بيخلص شغل في البيت
برضو كان بيسمع أم كلثوم
المهم في يوم قررت أجرب أسمع معاه
قعدت جنبه و سألته
أنت مشغل أيه يا بابا
قاللي دي أم كلثوم
أنا : هو أنت دايما بتحبها ليه ؟
بابا : لأنها بتفكرني بالزمن الجميل
أنا : يعني أيه ؟
بابا : يعني أيام زمان أيام الخير والشباب .
أنا : يعني هي كانت بتغني و أنت صغير ؟
بابا : أيوا و كانت أحلا أيام و أجمل ذكريات .
أنا : يعني هي عجوزة أوي دلوقتي ؟
بابا : لأ هي ماتت الله يرحمها .
أنا : و أنت كنت بتفهم كلامها و أنت صغير ؟
بابا : أيوا طبعا جدك الله يرحمه هو اللي خلاني أحبها .
أنا : طيب ممكن تفهمني هي بتقول أيه ؟
كانت وقتها الست بتغني - هو صحيح الهوى غلاب ؟
ودي كانت بدايتي مع الست و أول لقاء بيني و بينها
قعد أبويا يفهمني كوبليه كوبليه من الغنوة
كان بيوقف الشريط كل متخلص جزء و يشرحهولي بالتفصيل
حسيت ساعتها أحساس غريب
متعة جبارة و نشوة غير طبيعية
وطلبت منه أسمع الشريط ده تاني لو حبيت و هو وافق .
جملة أعتراضية – وأنا عمري 10 سنين كان في شغالة عند بيت
جدي الله يرحمه
ولقيتني بغني لأم كلثوم
لقيتها بتقولي و عنيها كلها مكر
على فكرة مش بيسمع أم كلثوم غير اللي بيحب
أزبهليت و مفهمتش
وقعدت ليلة كاملة أقول لنفسي ... أحب ؟ حب ؟ هو ايه الأحساس ده يعني
وأضايقت منها أوي أكمنها حسستني أني مش من حقي أسمع الست
لأني لسه معرفش يعني أيه حب
طبعا مكنش ده قصدها لكن ده اللي براءتي وقتها
قدرت توصل له
المهم
من وقت ما أبويا ربنا يخليه و يديله الصحة قعد معايا
القاعده دي
و بدأت أتتبع أغانيها البسيطة
تدرجا للقصائد الصعبة
وبدأت مع الوقت و السنين أميز ألحان السومباطي و أشعار شوقي
و بدأت أحب لها حاجات أكتر من حاجات
وبدأت ترتبط معايا مناسبات و ذكريات بأول مرة
سمعت فيها كل غنوة
مش هلوم أصحابي و أحنا صغيريبن لما كانوا
بيحسوا بغربة مني علشان مش بسمع معاهم
اللي بيحبوه
وبيقولولي أنتي بس عاوزة تقلدي الكبار !!!
مكنتش بهتم و بحس أنهم مش فاهمين و لا راضيين يفهموا
وكنت بعتز أوي بنفسي أكمنهم جاهلين
مرة وأنا في الجامعة كنت راكبة ترام الأسكندرية
وكنا شوية بنات
كنا بنتكلم عن أم كلثوم
وكان في خوجاية عجوزة متمصرة كده قاعده
في الكرسي اللي جنبنا
بتتكلم عربي مكسر
دخلت في الحوار و قعدت تتكلم وحش عن الست
وتقول دي صوتها زي الرجالة
و كلامها معقد
وأغانيها طويلة جدا و مملة
ساعتها دافعت بشراسة
و برضو الولية مش بتسكت
لقيت نفسي عاوزة اقولها و انتي مالك انتي
وايش دخلك انتي و لا فهمك في تراثنا
و لقيتني ممكن أتهور أكتر
ويحصل أشتباك
فسكت و قمت و كملت الطريق واقفة
عشان مقعدش جنبها
يمكن لقيت هنا فرصة أقول للخوجاية دي
اللي مقدرتش أقوله يومها
....
وتعظيم سلام للست



أمضاء : شخابيط

************

ليست هناك تعليقات: