الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

المخلصون ...!



في الزاوية يوجد مكتبة بأرفف متهالكة
ولها درجان سفليان
أكتظت الأرفف برسائل بعضها قديم مصفر يعلوه الغبار
وبعضها حديث الوصول
وذلك بعد أمتلاء الدرجين كذلك برزم من الرسائل المصفرة
في منتصف الحجرة منضدة خشبية عجوز
يقارب عمرها عمر صاحبة الغرفة – سنعود لها فيما بعد
مصباح هزيل يسقط ضوءه على المنضدة و الكرسي الوحيد
لو أن مهندس ديكور قرر أن يكون حرا في أستخدام اللون الأصفر
لما وصل خياله لملء كل تلك المساحات الجدارية والأرضية
بذلك الكم من الصفار
حتى أن الغرفة نفسها قد نسيت ما كانت عليه ألوانها
العجوز ممدة على ما يشبه السرير و ملتحفه بلحاف مهترئ
كانت تلك هي الصورة كما خرجت من رأسي
ولعلني لا أزعج أحدا بما أراه في مخيلتي
نعود للعجوز كما وعدت في البداية
ممدده شبه نائمة وكأنها تنتظر شيئا ما
نعم لقد سمعت طرقات على بابها الأن
تحاملت على نفسها
أنحنت العجوز و ألتقطت رسالة جديدة من أسفل الباب
أحتضنها كرسيها الوحيد و هو يأز و يأن من فرط شيخوخته
فتحت رسالتها و هي في غمرة من السعادة
وقرأت
لقد أفتقدناكي كثيرا
ونتوق لزيارتك لنا في أقرب وقت
سوف نرسل لكي السيارة الكبيرة الحمراء
الأسبوع القادم
لكي منا كل حب و تقدير وعرفان
أمضاء : أبناؤك المخلصين

طوت العجوز المنحنية رسالتها
ووضعتها برفق فوق باقي الرسائل
وهمهمت
لا لا لن أذهب
أنني عجوز منهكة
لا أستطيع هبوط الدرج
أنهم يزيدون في ألحاحهم ولم أعد أطيق ذلك
ثم أخذت كسرة خبز و أكلتها و هي مكملة حديثها
عندما ذهبت لهم أخر مرة أشتقت لبيتي كثيرا
وتعبت من ضوضاء الأطفال
وتألمت عيني من بريق الأضواء
ثم تجرعت شربة ماء بيدها المرتعشة
وتناولت قلما وورقة و كتبت رسالة
ثم طوتها
وتحاملت مرة أخرى على نفسها
وضعت العجوز الرسالة الجديدة تحت الباب
ونامت لتستيقظ في الصباح
على طرقات الباب
فتنحني وتلتقط رسالتها التي كتبتها بالأمس
رساله موقعة بأسم
أحباؤك المخلصين

تمت

أمضاء : شخابيط


***

ليست هناك تعليقات: