الأحد، 9 يوليو 2017

عصفرخة

الحدوتة للكبار فقط نظرا لكمية الواقعية النكدية اللي فيها

يلا نحكي حكاية (العصفرخة)

كان يا مكان في حاضر العصر و الأوان
عصفورة صغيوره لها جناحين سبحان من صوَر و أبدع في جمالهم
العصفورة كانت شقية و متهورة و مستعجلة تخرج من العش وتطير
وفضلت كتير تفكر في الطيران وكانت بتقول اشمعنا ابن الجيران ؟

لغاية ما جه اليوم اللي أتغيرت فيه حياتها
صحيت من النوم وراحت تبص من فوق حرف العش
لقت العصفور ابن الجيران طاير ومرفرف بجناحاته في الهوى
قالتله بسس بسس انت يا اسمك ايه
أنا فاضلي يومين و أطير زيك
وفجأة
وقعت العصفورة من العش وهي معلقه عنيها بيه لفوق

واتكسرو أجمل جناحين

مشيت العصفورة بين الشجر وفضلت تدور على مكان يكون لها عش جديد على الأرض
لكن المشكلة أنها مش عارفه تاكل
فضلت ماشيه لغاية ما وصلت لمزرعة فيها فراخ و بط ووز وأرانب
مبقتش عارفه ازاي تعرَفهم بيها
تقولهم أنا عصفورة ؟ مش هيصدقوها لأنها مش بتطير
دخلت العصفورة المزرعة
وبدأت تسأل الأرانب ...هو أنتم مين
قالولها احنا أرانب
قالت بس أنا مش شبهكم أنتم معندكوش ريش
وسألت البط .. هو أنتم مين ؟
قالولها أحنا البط
قالت بس أنا مش شبهكم أنتم منقاركم كبير
وقالت للوز ... أنتم رقبتكم طويلة
لغتية ما وصلت حظيرة الفراخ
وقالولها أحنا الفراخ
قالتلهم أنا اشبهلكم
عندي ريش و منقاري صغير
(وفي حزن قالت )
ومش بطير
قالولها في صوت واحد ... يعني أنتي مين ؟
ابتسمت وقالت
أنا (عصفرخة)
وعاشت وسطهم كتير
وباضت العصفرخة 5 بيضات
وكانت كل يوم تحاول تقنع نفسها أنها فرخة علشان تعيش
وبليل تبوس البيض وتقلَبه وتتأكد انه دافي و تنام وهي حضناه
وتحلم نفس الحلم
تحلم أن ولادها هييجي يوم و يكسرو قشر البيض
وتشوف مناقيرهم وهي خارجه من جوه البيض بتكسر القشر
وتحلم بيهم انه جه اليوم و طاروا من شباك الحظيرة مش من الباب
وبيرجعولها بحكايات جميلة عن الطيران
كل يوم نفس الحلم .. وتصحا العصفرخة من عز النوم
تقلب البيض و هي بتتمتم
اعملوا حسابكم هتتعلموا الطيران بدري و كمان هتتعلموه لوحدكم
منا مبعرفش اطير ولا عمري جربت الطيران

وفي ليلة كان الحلم جميل بزيادة
صحيت العصفرخة من النوم و قالت لازم أجرب حظي الليلة
وبأصرار غريب طلعت العصفرخة فوق سطح الحظيرة
وابتسمت لما تخيلت نفسها بين السحاب
وحاولت تطير

وقعت العصفرخة من فوق السطح
وللأسف
اتكسروا رجليها الاتنين

لما فاقت من الوقعة
فضلت تزحف ببطنها بسرعة ناحية عشها جوة الحظيرة علشان تلحق تدفي البيض
ولما وصلتله نامت فوقيه من التعب.. ودفي البيض
ونامت وهي بتسأل نفسها بصوت واطي .. هو أنا دلوقتي هيبقى أسمي ايه ؟
ورجعت تحلم العصفرخة بنفس الحلم
لكن ولادها في حلم الليلة مكانوش خارجين من البيض بمناقيرهم
كانوا خارجين برجليهم

بقلمي .. شخابيط







هناك 4 تعليقات:

P A S H A يقول...

كنت فاكر مأساتها أنها بتحاول (تقنع نفسها) (كل يوم) أنها( فرخة) (علشان تعيش)،، لحد ما حضرتك زودتي عليها مأساة رجليها اللي اتكسرت،، ونسيت خالص المأساة الأولانية أنها أصلا أصلا عصفورة ومكانها فوق في السما :(

يعني يعني .. عودا حميدا بحضرتك .. نورتي مدونتك وبلوجر والله .. ونتمنى ما تغيبيش علينا تاني بشخابيطك وخربشاتك
:))
جدير بالذكر أن جملة " في حاضر العصر و الأوان" دي حلوة وجديدة وعجبتني
:))
تحياتي وتقديري

Gelan Hamza يقول...

أهلا أهلا أهلا أستاذ شريف
فعلاً أحياناً الواحد بيضطر ينزل سقف طموحاته وممكن ينسى مأساة كاملة بسبب كده 🙂
نورتني وتعليقك أكيد بيضيف قيمة كبيرة لكل كلمة مكتوبة في البوست
تحياتي

حاول تفتكرنى يقول...

الرمزية في النص عبقرية للمآسي المتجددة في (حاضر) العصر

لن نتوقف كثيرا اما النص فمجمل المدونة مثله مبهرة

تحياتي

Gelan Hamza يقول...

حاول تفتكرني
ميرسي جداً على الإطراء الجميل ده
وأتمنى تكون او تكوني من زوار المدونة الدائمين
تحياتي